التعليم بوابة التنمية: رؤية إصلاحية رائدة يقودها المدير الإقليمي لإقليم تاونات إبراهيم أوحمو
بقلم برحايل عبد العزيز.
في إطار متابعتها المستمرة للتطورات التربوية بإقليم تاونات، أجرت جريدة أسرار تاونات لقاءً متميزًا مع المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، السيد إبراهيم أوحمو، حيث عرض خلاله أبرز مرتكزات الإصلاح التربوي وآليات تنفيذه، التي تهدف إلى الارتقاء بأداء المنظومة التعليمية وتحقيق نقلة نوعية في جودة التعليم.
ويأتي هذا الحوار في ظل مجموعة من التحديات التنموية الملحوظة التي تشمل ضعف البنية التحتية للطرق وصعوبة الوصول إلى بعض المؤسسات التعليمية، إلى جانب محدودية وسائل النقل المدرسي في المناطق النائية، وغياب المكتبات والمراكز الثقافية التي تسهم في إثراء الحياة المدرسية وتشجيع التعلم الذاتي لدى التلاميذ. هذه المعوقات، وفق متابعة الجريدة، تشكل ضغطًا إضافيًا على القطاع التعليمي وتحدّ من قدرته على التطوير المستدام.
وخلال اللقاء، عرض المدير الإقليمي إبراهيم أوحمو خطته الإصلاحية التي تقوم على الانفتاح والحوار المستمر والمشاركة الفعلية لجميع الأطراف المعنية. وأكد أن الإدارة تعمل على إشراك الشركاء التربويين والمجتمعيين لضمان بناء مدرسة شاملة وعادلة، مشددًا على أن التلميذ يظل محور كل السياسات والبرامج التعليمية، وأن الهدف النهائي يكمن في تعزيز ثقة المجتمع في المدرسة العمومية ورفع جودة خدماتها التربوية.
كما أوضح السيد إبراهيم أوحمو أن معالجة الملفات الحساسة، مثل ملف الساعات الإضافية، تتم في إطار من العدالة والشفافية والمساءلة، بما يسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية والمهنية داخل المؤسسات التعليمية.
وأشار المدير الإقليمي إلى تجربة إصلاح الثانوية التأهيلية الوحدة، التي تمثل نموذجًا حيًّا للتحديات التي تواجه بعض المؤسسات. فالمشكلة ليست في نقص الموظفين، بل في وجود أطر متعاونة تفتقر إلى التأهيل الأكاديمي والإداري الكافي، ما يحدّ من قدرتها على التنسيق الفعّال مع مدير المؤسسة والمساهمة بفعالية في تحسين الأداء الإداري والتربوي.
وأكد السيد إبراهيم أوحمو على أهمية تقديم برامج تكوينية متخصصة لهذه الفئة، بهدف تطوير مهاراتها وتمكينها من تحويل المؤسسة إلى نموذج يحتذى به في التنظيم والكفاءة التشغيلية، مشيرًا إلى الجهود المستمرة للنهوض بسير المؤسسة وجعلها بيئة تعليمية مثالية.
كما شدد على ضرورة تحييد المدرسة عن أي صراعات سياسية أو نقابية ضيقة، مؤكدًا أن الفضاء التربوي يجب أن يظل ميدانًا لصقل الشخصية وبناء قيم المواطنة والانفتاح والمسؤولية.
وفي ختام الحوار، أكد المدير الإقليمي أن التعليم يمثل المفتاح الأساسي لأي تنمية شاملة بالإقليم، وأن الاستثمار في الموارد البشرية يشكل الركيزة الأهم لمستقبل تاونات، مشيرًا إلى أن الرؤية الإصلاحية التي يقودها تهدف إلى بناء مدرسة عصرية ومتطورة، تعكس تطلعات المجتمع وتدعم مسار التنمية المستدامة.