جلالة الملك يدعو إلى الجدية وربط المسؤولية بالمحاسبة لتحقيق الإنصاف المجالي

حظي الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية البرلمانية الحالية، باهتمام واسع وتفاعل كبير من مختلف مكونات المجتمع المغربي، من فاعلين سياسيين واقتصاديين وإعلاميين وجمعويين، الذين أجمعوا على أنه يشكل منعطفًا حاسمًا في مسار الإصلاح والتدبير العمومي بالمملكة.

الخطاب الملكي، الذي تميز بالوضوح والصرامة في توجيه الرسائل، وضع الجدية في صلب العمل الوطني، وجعل من الإنصاف المجالي والعدالة الاجتماعية محورًا رئيسيًا للمرحلة المقبلة، مؤكداً على أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تحمل المسؤولية وربطها بالمحاسبة، وتعبئة كل الطاقات الوطنية بروح الالتزام ونكران الذات.

وفي قراءاتهم لمضامين الخطاب، اعتبر عدد من المحللين والسياسيين أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله أعاد ترتيب أولويات العمل العام، ودعا بوضوح إلى تجاوز الحسابات الضيقة والمزايدات السياسية، والتفرغ لما يخدم المواطن ويعزز ثقة المجتمع في المؤسسات. كما أبرزوا أن الخطاب حمل رؤية عملية لتسريع وتيرة الإصلاحات المهيكلة، خصوصًا في المجالات الترابية والاجتماعية، عبر دعم المناطق الجبلية والهشة، وتفعيل قانون الساحل، وتوسيع برنامج المراكز القروية الناشئة.

أما الفاعلون الجمعويون، فقد نوهوا بما حمله الخطاب من تجديد الثقة في دور المجتمع المدني كشريك أساسي في التنمية المستدامة، مؤكدين أن توجيهات جلالة الملك جاءت متناغمة مع نبض الشارع المغربي، الذي يطالب بتجسيد الإصلاح في مبادرات واقعية تُحدث تغييرًا ملموسًا في حياة المواطنين.

وفي الفضاء الرقمي، لقي الخطاب صدى واسعًا، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفاته بكثافة، مشيدين بدعوته إلى الجدية والالتزام، ومعتبرين إياه رسالة قوية إلى الطبقة السياسية والحكومة من أجل تصحيح المسار، وتجديد روح العمل الجاد والمسؤول.

اليوم، وبعد هذا الخطاب الحاسم، تبدو المرحلة المقبلة امتحانًا حقيقيًا لمدى قدرة المؤسسات والمنتخبين على ترجمة الرؤية الملكية إلى إجراءات ملموسة تُجسد العدالة المجالية والاجتماعية على أرض الواقع.

وبهذا يكون جلالة الملك محمد السادس قد جدد، مرة أخرى، التأكيد على أن الجدية ليست شعارًا ظرفيًا، بل نهج دولة وأسلوب حكم، وأن العدالة المجالية ليست ترفًا تنمويًا، بل ركيزة أساسية لبناء مغرب متوازن، منصف، ومتجدد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.