لاعبة مغربية تهاجر سباحة نحو سبتة وتعيد طرح تحديات الرياضة النسوي.

شهدت الساحة الرياضية النسوية بالمغرب واقعة غير مسبوقة، إذ قامت لاعبة كرة القدم الشابة خديجة، المنتمية لفريق تمودة النسوي بمدينة المضيق، بعبور الحدود نحو مدينة سبتة المحتلة سباحة، رفقة صديقتها. هذه الخطوة الجريئة أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط الرياضية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأعادت تسليط الضوء على واقع الرياضة النسوية وظروف اللاعبات في المغرب.

تأتي هذه الحادثة بعد أشهر قليلة من محاولات مماثلة قام بها لاعبان من فريق المغرب التطواني، سعياً وراء مستقبل رياضي أفضل وفرص احتراف خارج البلاد، بعد توقف مستحقاتهم المالية.

اللاعبة خديجة لم توضح بعد دوافعها رسمياً، لكن المتابعين يربطون الأمر بالرغبة في البحث عن فرصة احتراف وتحسين ظروف الحياة الرياضية والاجتماعية، خاصة في ظل تكرار مثل هذه الحالات بين شباب ورياضيين، حتى بين من حققوا إنجازات وطنية قبل أن يواجهوا مستقبلاً غامضاً.

الخطوة التي اتخذتها خديجة تمثل أول حالة نسوية معروفة تخاطر بالعبور البحري نحو سبتة، وهو طريق محفوف بالمخاطر الجسدية والقانونية والإنسانية، ما يجعل الواقعة رمزية وتثير تساؤلات حول دعم الرياضة النسوية في البلاد.

العديد من ردود الفعل ربطت هذا النوع من الهجرة الرياضية بتكرار تجارب الإحباط والتهميش، وانعدام الدعم المالي والاجتماعي، وغياب فرص التطور، مما يدفع بعض اللاعبين واللاعبات للبحث عن حلول خارج البلاد.

مدينة سبتة أصبحت في الأشهر الأخيرة وجهة لبعض الرياضيين المغاربة الذين يبحثون عن فرصة للهروب من الإحباط المحلي، ومحاولة جذب انتباه أندية أوروبية أو برامج رعاية شبابية، رغم أنها لا تمثل حلاً رياضياً مباشراً.

الآراء حول حادثة خديجة انقسمت بين من أبدى تعاطفه معها واعتبرها ضحية نظام رياضي غير منصف، وبين من اعتبر الأمر هجرة سرية يجب التعامل معها قانونياً. لكن الجميع اتفق على أن هذه الواقعة تكشف هشاشة المنظومة الرياضية، وغياب آليات الدعم النفسي والتأطير المهني للشباب الرياضيين.

 

حتى الآن، لم يصدر أي موقف رسمي من الجامعة الملكية لكرة القدم أو وزارة الرياضة بشأن الحادثة، تاركاً القضية محور نقاش عام حول مستقبل الرياضة النسوية ودور الدولة في حماية وتطوير المواهب الشبابية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.